كانت صداقتنا أشبه بالحكايات التي تُروى عن الوفاء المطلق ...
كنا لا نفترق لا بالروح ولا بالفكر ...
كنا كصفحتين متجاورتين في كتاب واحد، لا يمر يوم دون أن نقرأ أحوال بعضنا. كنا نفضي إلى بعضنا بما لا نجرؤ على قوله لأي أحد، أسرارنا كانت واحدة، وضحكاتنا متصلة، وحتى أحزاننا كانت تتقاسمنا بالعدل ...

ثم جاء ذلك اليوم الذي اخترتِ فيه طريقاً جديداً. أذكر اللحظة التي انسحب فيها وجودكِ من حياتي، دون إنذار. أذكر كيف أصبح صمتكِ طويلاً وثقيلاً، وكيف استحال دفء الحديث بيننا إلى برودة لا تُحتمل. ثم جاءت القطيعة النهائية، واكتشفتُ أنكِ اخترتِ قلباً آخر، وأن وجودي لم يعد يعني لكِ شيئاً ...

ليس الألم فقط في أنكِ رحلتِ، بل في أنكِ حين رحلتِ حملتِ معكِ جزءاً مني. أفشيتِ أسراري التي كنت أظنها مصانة، وتركتِني أتساءل: هل كنتُ حقاً شيئاً مهماً في حياتكِ أم كنتُ محطة مؤقتة في طريقكِ ...؟

والآن، بعد كل هذا الوقت، أعود لأرى محاولتكِ لفتح ذلك الباب المغلق. تحملين اعتذاركِ وتطلبين السماح. لكن هل الاعتذار يكفي ...؟
هل كلمة واحدة يمكنها أن تمحو كل الشقوق التي خلفتها في روحي ...؟
أريد أن أقول لكِ إن قلبي ليس حجراً، وإنني أفتقد أيامنا التي مضت. لكنني تعلمت أيضاً أن الثقة حين تُكسر، لا تعود كما كانت. الصداقة الحقيقية ليست مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُثبتها ...

سأفكر في اعتذاركِ، ليس لأنني لا أقدّر قيمته، بل لأنني أحتاج أن أتأكد من أن عودتكِ ليست مجرد نزوة عابرة أو شعور بالذنب ...
الصداقة التي كانت بيننا تستحق أكثر من اعتذار...
تستحق وفاءً حقيقياً لا يخونه الزمن أو الظروف ...
دیدگاه ها (۰)

‏أكتبُ كالهواة، وأقرأ كالمحترفين ...

إن أشد أوجاع الإنسان لا تنبع من الواقع نفسه .... بل من الصور...

کسی را می‌شناختم که چیزهای زیادی از عاشقی بلد بود ... انگار ...

در حال بارگزاری

خطا در دریافت مطلب های مرتبط